کد مطلب:109890 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

خطبه 172-شایسته خلافت











ومن خطبة له علیه السلام

فی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

ومن هو جدیر بأن یكون للخلافة وفی هوان الدنیا

رسول الله

أَمِینُ وَحْیِهِ، وَخَاتَمُ رُسُلِهِ، وَبَشِیرُ رَحْمَتِهِ، وَنَذِیرُ نِقْمَتِهِ.

الجدیر بالخلافة

أَیُّهَا النَّاسُ، إنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الْأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَیْهِ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ فِیهِ، فَإِنْ شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ، فَإِنْ أَبَی قُوتِلَ. وَلَعَمْرِی، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ حَتَّی یَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فمَا إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ، وَلكِنْ أَهْلُهَا یَحْكُمُونَ عَلَی مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَیْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَرْجِعَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ یَخْتَارَ. أَلاَ وَإِنَّی أُقَاتِلُ رَجُلَیْنِ: رَجُلاً ادَّعَی مَا لَیْسَ لَهُ، وَآخَرَ مَنَعَ الَّذِی عَلَیْهِ. أُوصِیكُمْ بَتَقْوَی اللهِ، فَإنَّها خَیْرُ مَا تَوَاصَی الْعِبَادُ بِهِ، وَخَیْرُ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ عِنْدَ اللهِ، وَقَدْ فُتِحَ بَابُ الْحَرْبِ بَیْنَكُمْ وَبَیْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَلاَ یَحْمِلُ هذَا الْعَلَمَ إِلاَّ أَهْلُ الْبَصَرِ والصَّبْرِ وَالْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ، فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ بِهِ، وَقِفُوا عِنْدَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ، وَلاَ تَعْجَلُوا فِی أَمْرٍ حَتَّی تَتَبَیَّنُوا، فَإِنَّ لَنَا مَعَ كُلِّ أَمْرٍ تُنْكِرُونَهُ غِیَراً.

هوان الدنیا

أَلاَ وَإِنَّ هذِهِ الدُّنْیَا الَّتِی أَصْبَحْتُمْ تَتَمَنَّوْنَهَا وَتَرْغَبُونَ فِیهَا، وَأَصْبَحَتْ تُغْضِبُكُمْ وَتُرْضِیكُمْ، لَیْسَتْ بِدَارِكُمْ، وَلاَ مَنْزِلِكُمُ الَّذِی خُلِقْتُمْ لَهُ وَلاَ الَّذِی دُعِیتُمْ إِلَیْهِ، أَلاَ وَإِنَّهَا لَیْسَتْ بِبَاقِیَةٍ لَكُمْ وَلاَ تَبْقَوْنَ عَلَیْهَا، وَهِیَ وَإِنْ غَرَّتْكُمْ مِنْهَا فَقَدْ حَذَّرَتْكُمْ شَرَّهَا، فَدَعُوا غُرُورَهَا لِتَحْذِیرِهَا، وَأَطْمَاعَهَا لِتَخْوِیفِهَا، وَسَابِقُوا فِیهَا إِلَی الدَّارِ الَّتی دعِیتُمْ إِلَیْهَا، وَانْصَرِفُوا بِقُلُوبِكُمْ عَنْهَا، وَلاَ یَخِنَّنَّ أَحَدُكُمْ خَنِینَ الْأَمَةِ عَلَی مَا زُوِیَ عَنْهُ مِنْهَا، وَاسْتَتِمُّوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ عَلَی طَاعَةِ اللهِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَی مَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ. أَلاَ وَإِنَّهُ لاَ یَضُرُّكُمْ تَضْیِیعُ شَیْءٍ مِنْ دُنْیَاكُمْ بَعْدَ حِفْظِكُمْ قَائِمَةَ دِینِكُمْ، أَلاَ وَإِنَّهُ لاَ یَنْفَعُكُمْ بَعْدَ تَضْیِیعِ دِینِكُمْ شَیْءٌ حَافَظْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ دُنْیَاكُمْ. أَخَذَ اللهُ بِقُلُوبِنَا وَقُلُوبِكُمْ إِلَی الْحَقِّ، وَأَلْهَمَنَا وَإِیَّاكُمُ الصَّبْرَ!